![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد : إنَّ المطلع على اللغة العربية ، يعرف أن احرف الجر تتناوب فيما بينها ، فياتي حرف الجر : " في " . بمعني : " على " . كما في قوله تعالى : ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) . أي : على جذوع النخلة ، أي ان حرف الجر : " في " ناب محل حرف الجر : " على " . وقد يأتي حرف الجر : " عن " . بمعنى : " على " . كما في قوله تعالى : ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) . أي : على نفسه . وقد ياتي حرف الجر : " من " . بمعنى : " عن " . مثل قوله تعالى : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " . أي عن ذكره الله . والامثلة على ذلك كثير في شعر العرب الجاهلي ، وفي القرآن الكريم . بل ذهب ابن هشام في كتابه : " مغني اللبيب " . إلى أن أحرف الجر متعدة الاستعمال والمعاني ، فقال رحمه الله تعالى عن حرف الجر : " إلى " . بأن لها ثمانية معاني ، وساق الأمثلة على ذلك . 1 وقال ان لحرف الجر : " الباء " . أربعة عشر معنى . 2 وقال : إن لحرف الجر : " على " . تسعة معاني . 3 وإن لحرف الجر : " في " . عشرة معاني . 4 فإذا علمنا هذه الحقيقة سهل علينا معرفة ما المقصود من عبارة : " إن الله في السماء " . كما صرحت بذلك نصوص الكتاب والسنة . كما في قوله تعالى : ( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) . سورة الملك . وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : " أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِى السَّمَاءِ ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً " . متفق عليه . وقوله صلى الله عليه وسلم : " ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " . اخرجه الترمذي وغيره . فحرف الجر هنا بمعنى : " على " . فعبى هذا يكون قوله تعالى : ( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) . بمعنى : أامنتم من على السماء .. الخ . " وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) . فمعناه مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) . أي : على الأرض . وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) " . 5 وقال ابو بكر أحمد الصبغي الشافعي : " تضع العرب : " في " . بموضع : " على " . قال الله عز وجل: ( فسيحوا في الأرض ) . وقال : ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) . ومعناه : على الأرض وعلى النخل ، فكذلك قوله: ( في السماء ) . أي على العرش فوق السماء ، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم " .6 وقال الذهبي : " إن مقصوده بقوله : ( في السماء ) . أي : على السماء " . 7 وقال البيهقي رحمه الله تعالى : " (وقال ( أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) . وأراد من فوق السماء ، كما قال ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل ) يعني على جذوع النخل ، وقال ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ) . يعني على الأرض ، وكل ما علا فهو سماء ، والعرش أعلى السماوات ، فمعنى الآية والله أعلم : أأمنتم من على العرش ، كما صرح به في سائر الآيات) " . 8 وقد عقد ابن قتيبة بابا في كتابه : " تأويل مشكل القرآن " . بعنوان : " باب دخول الصفات مكان بعض " . انظره فإنه مهم في هذا الباب ، ولولا مخافة الإطالة لنقلته كله لنفاسته . 9 ومن هنا نعلم خطأ من فهم إن عبارة : ( أن الله في السماء ) . بمعنى انه داخلها ، وأنها تحيطه - تعالى الله عم يقوله الجاهلون - بل تعني أن الله فوق المخلوقات كلها ، فوق السماء ، وفوق الجنة ، وفوق العرش ، وأنه سبحانه وتعالى لا يحويه شيء من هذه المخلوقات . ---------------- 1 - انظر مغني اللبيب لابن هشام : ( 1 / 78 ) . 2 - انظر المرجع السابق : ( 1 / 106 ) . 3 - انظر المرجع السابق : ( 1 / 152 ) . 4 - انظر المرجع السابق : ( 1 / 182 ) . 5 - انظر التمهيد لابن عبد البر : ( 7 / 130 ) . طبعة عبد الله بن الصديق . 6 - انظر العلو للذهبي : ( ص 227 ) . طبعة اشرف بن عبد المقصود . 7 - انظر كتاب العرش للذهبي : ( ص 74 ) . طبعة دار الكتب العلمية . 8 - انظر الإعتقاد إلى سبيل الرشاد للبيهقي : ( ص 116 ) . 9 - انظر تأويل مشكل القرآن : ( ص 298 ) .
__________________
قال سفيان : " الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الارض ". انظر سير أعلام النبلاء(7/274). |
#2
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيرا
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
الله في السماء اي في العلو وهو وجودي بمعنى العدم فالله كان ولا شيء معه
__________________
السلف أسلم وأعلم وأحكم
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|